>
السيد نبيل حسين

نعيش اليوم في عالم تخيم عليه صعوبة استشراف المستقبل. لم تعد رؤيتنا للغد وما يحمله واضحة بل أصبحت الرؤية مشوشة تشوبها الضبابية بسبب التغيير المتسارع في المحيط.

التغيير سنة الحياة ومتطلبها، رافقنا منذ بدء الخليقة، من أجمل خصائص الحياة يخلصنا من الملل والروتين، فما الجديد؟

الجديد هو تسارع التغيير، التغيير يتطلب منا التكيف والتأقلم الأمر الذي يحتاج منا وقتا لم نعد نمتلكه حيث أن سرعة التغيير تتفوق على امتلاكنا للوقت، نعم لم نعد نملك الوقت.

لا نستطيع أمام هذا التغيير المتسارع، أن نقف عاجزين، مكتوفي الأيدي، ولا يسعنا أمامه إلا التكيف والتأقلم والتحرك بسرعة لاكتشاف وتوقع القادم، وكيف التحضير له لنحتفظ بهويتنا ونمضي لتحقيق رسالتنا في ظل تقلبات الواقع.

عام يمضي بعد عام ليؤكد لنا التغيير في كل ما هو حولنا، في احتياجات الطلبة ومتطلبات المجتمع وفي احتياجات سوق العمل.

أحداث العام الماضي، أكدت لنا أن طلبتنا وصولوا العالم في وقت ازداد فيه وزن وأهمية التربية والتعليم، فأصبح التعليم يلعب دورا أساسيا وحساسا في نماء المجتمعات وازدهارها، التعليم الذي هو محور التنمية المستدامة، في مختلف مجلات الحياة، ولنصل لهذا لا بد للتعليم من أن يتكيف مع متطلبات العصر ومستجداته، الأمر الذي يملي علينا الارتقاء للوصول بطلابنا الى الابداع. ومما يضعنا أمام تحديات لإيصال رسالة التعليم لمستويات أفضل تتناسب والتغيرات المحيطة بنا.

نهاية كل عام دراسي نقف على مفترق طرق، طريق النجاح، طريق الثبات، الثبات الذي يعني في زمن متغير حتمية الفشل، وفي كل عام نقف ونختار طريق النجاح بل التميز.

خلال الفترة الماضية، الفترة التي لا تشبه أية فترة، قامت عائلتي عائلة المستقلة بإيجاد بل وخلق الفرص على طريق النجاح والتميز.

ففي هذا العام حاز طلاب المستقلة الأعزاء على أكثر من خمس عشرة جائزة من جوائزQueen Rania Learner Awards ولم يكن نصيب طلابنا فقط جوائز أكاديمية بل كان لهم نصيب من جوائز لإنجازات رياضية وفنية.

لقد عمل فريقي، في فرعي المدارس المستقلة بشغف وجد للوصول والحصول على اعتماد المدارس في زيارات قامت بها جهة الاعتماد Cognia للفرعين، زيارتين متتاليتين تم الانتهاء منها في فترة زمنية مقدارها ثلاثة أسابيع.

تميز هذا الفريق مرة أخرى، عندما قرر الخروج من منطقة أمانه وراحته لخوض تجربة جديدة والعمل ليلا نهارا للتحضير لاستقبال زيارة جديدة لتصبح المدارس المستقلة الدولية أول مدرسة وثالث مؤسسة تحصل على الاعتراف بالتميز على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية، من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة. Recognition for Excellence

ولم يمض وقت طويل، ليقع العالم أجمع تحت وطأة الجائحة العالمية ( كورونا) وما ترتب على ذلك من حجز منزلي، حيث التزم العالم البيت وكان على الحياة أن تستمر. لم تسمح المدارس المستقلة الدولية لهذه الظروف أن تقف عائقا أمام العملية التربوية، نعم غابت طاقة وروح طلابنا من الحرم المدرسي، الطاقة التي كانت تمد سفينة المستقلة بالقدرة على المضي قدما، الطاقة التي تجعل المكان زاخرا بالحياة، فقرر فريقنا مجتمعا التجديف متحديا الظروف، جميعنا يدا بيد، وتم توزيع المهام، منا من يقرأ الخرائط ومنا من يحلل البيانات، منا من يوجه الدفة، منا من يجدف باتجاه شاطئ الأمان، باتجاه منارتنا وتحقيق رؤيتنا!

عائلتي، عائلة المستقلة، لقد كنتم على قدر التحدي والمسؤولية، لمثلكم ترفع القبعات!

الأهالي الكرام، الطلاب الأعزاء، معلمينا الأحباء، إدارتنا، معا ويد بيد تمكنا من التغلب على واحدة من أصعب السنوات الدراسية في الحقبة الحديثة.

لقد تجاوزنا معا فترة تاريخية، نروي أحداثها وقصصها لزمن آت، قصص تصف التعاون، المشاركة، استضافة معلمينا في بيوتكم، واستضافتكم مع معلمينا. قصص معلمين أبطال، قاموا بعملهم لتأدية الرسالة والأمانة، قصص طلاب عاشوا تحديات وفرحوا وخرجوا من تجربتهم القاسية مؤهلين للمرحلة التالية.

قصص عن عام تحديات استطعنا معا أن نحوله من محنة وأي محنة إلى منحة!

في النهاية، لا يسعني إلا أن أقول:

أنا مليء بالأمل، معكم وبينكم، لكل فرد من أفراد عائلة المستقلة، لن نرضى أن نقف على هامش الحياة، بل سيكون لنا دائما دور في ازدهار الحياة ورسم واقعها المشرق.

ولكل طالب من طلبتنا الأعزاء أقول:

وعد قطعناه على أنفسنا، مستقبلكم هو شغلنا الشاغل، هو قضيتنا وغاية أملنا!

أفضل الأمنيات

نبيل حسين

رئيس مجلس الإدارة



Related Pages

الاعتمادات والشركاء

نحن فخورون بشراكاتنا واعتمادنا مع هذه المؤسسات